هذيــــــــــــــــــــــــــان


 خزنة المطيري                                                                                                         

أظنني كتبت ذات الرسالة مجددًا، حقًا لا أعرف.

هل الرد ذاته سيصلني؟

كلمات متقاطعة لا أفهمها، ولكني أرد عليها، وأعيد إرسالها في كل مرة. في كل مرة أعتقد أن الأمر مختلف لكن ذاك الغريب لا ينفك يرسل لي الرسائل المبهمة بلا ملل، ولا انفك أرد عليه بضجر.

متى سينتهي هذا المسلسل الكئيب؟


إنها الساعة الواحدة بعد الظهر سيصل ساعي البريد.

هذه الرسالة مختلفة تحتوي جملة واحدة.

كما الطين نتشكل كل بُرهة على وجه جديد.

نحن خُلقنا من الطين فكيف لا نشبهه!


بتُ أفكر في جدوى التشبيه أو الاختلاف الذي نعيشه.

هذه الرسالة كانت واضحة، يعود الإنسان إلى أصل خلقه فينتمي إلى رائحة الأرض بعد المطر. وتحيط به الرمال فيجد سكينة الأم تهدئ من روعه. كنت كمن هو في سباق لا ينتهي يواصل الركض ساعات وساعات لينهك ذاك الجسد، ويلقي به في آخر المطاف على الفراش بلا حراك. ليتعلم الحديث، ليملأ الفراغ، ليتوقف عن الركض.

أكاد أجن من صوت دقات الساعة.

الوقت ينفذ والرد لم يُكتب بعد.

حسنًا، لن أكتب أي رد. 

توقفك عن ممارسة الأشياء لا يعني انتهاءها؛ لكنها استراحة محارب.


مُدنٌ لا يهدأ ضجيجها في رأسي، تختلط الأسماء، وتتسرب الذكريات، وكأن هناك ثقبٌ أسود في ذاكرتي.

أفكاري كما مشاعري قلقة.

تدور في رأسي ولا تهدأ.

لا ظل لها، ولا وجه. 

يضطرب المقام، تدور وتدور. 

الأمر أشبه برقصة عرفانية.

ضجيج الابتهالات 

صوت الأنفاس المتصاعد 

تمطر السماء 

لتغسل صدأ الأفكار 

طهر المطر لا يتجاوز تلك السماء