هل الفن موضع اختلاف؟!

خالد العضياني

بُعيد صلاة الفجر -الساعة ٦:٣٥ص تمامًا- وكما هو معتاد في شهر رمضان المبارك هذا هو وقت تفرغي للجوال -تويتر على وجه الخصوص- وبعد يوم ممتلئ بالمشاغل والعادات الرمضانية، نظرت أول ما نظرت إلى الجوال؛ فإذا برسالة على الخاص في تويتر!! من أخي وصديقي "سعود الداود" يستنجد فيها وكأن أمر ما قد أهمه على مدى لا أدري إلى أين سيودي به، حتى إنه لم يبدأ بـ (السلام عليكم) ولا (صباح الخير)!!

يقول: شاركني إجابة السؤال وانقذنا من سهر التفكير.

وكان مقصده من السؤال الذي أرادني أن أشاركه فيه هي تغريدة كتبها بعد صراع طال بينه وبين خيالاته التي نالت منه، وقال في تغريدته:

"كلنا نعي أن الفن خاضع للذوق تمامًا، ونفهم أن المقارنة ظالمة دومًا لأن تلقي الفن من شخص لآخر يختلف تمامًا، مع ذلك صور المقارنة لا تنتهي!! من مقارنة بين فنانين أو عصور فنية وغيره، يلازمني هذا السؤال ثلاثة أيام؛ لماذا نقارن بين الأعمال الفنية وكيف نستطيع نجزم أن فنان هو الأفضل؟"

طلبت منه إيضاح مقصده من السؤال

فقلت: أهلا؛ مقصدك في المقارنة بين الأعمال الفنية هل هي الأعمال التي من جنس واحد ونقارن بينها؟ أم أنها أعمال (فنية) مختلفة والمقارنة والاختلاف على فنيتها من عدمه؟

قال: بل الأعمال التي من جنس واحد، كالمقارنة بين شعر محمد السديري ومساعد الرشيدي مثلًا.

قلت: أووه! الشعر بابه يطول.. أما سمعت قول النابغة لحسان عندما تفاضل حسان والخنساء؟

قال: ما سمعت؛ عطنا.

قلت: ولا اللقاء الذي صار عند جبلة بن الأيهم بين علقمة الفحل والنابغة وحسان؟ كلها تدور حول سؤالك.

قال: الآن أدخلتني في مرحلة عدم معرفة تلك الأسماء.

قلت: هذه يا صديقي قصص جميلة وحديثها ممتع ولابد لها من جلسة.

قال: مع جلستنا إذاً.

(وكنا قبل هذا ضربنا موعداً للجلسة المعتادة بيني وبينه)


هكذا كان تساؤل صديقي سعود -الغريب بزعمه- وهكذا كانت طريقة إلقاؤه علي!!

وبعدما أجلّنا الحديث للموعد المرتقب، بدأت علي علامات الاستغراب من سؤاله إذ خطر ببالي عدة تساؤلات فقلت لنفسي: ما الذي دعاه ليسأل مثل هذا السؤال؟! ثم لماذا يسألني أنا؟! والذي هو أدهى من ذلك؛ لماذا أهمه الأمر إلى هذا الحد؟!

كنت قد ضربت معه موعدًا كاد أن يتأجل لولا أن أدركتنا رحمة من والدته التي أجلت الزيارة إلى بيت أخيها، وبعد أن اطمأن على إقامة لقائنا في وقته اتصل بي وقال: "لا ترتبط الوضع تمام ومتى ما خلصت أنا في انتظارك"