تستحق فرصة أُخرى
ربى القحطاني
يوجد على هذه الأرض حوالي ٨ مليارات من البشر جميعهم بلا استثناءِ شخصًا منهم، ملكًا أم وزيرًا، غنيًا أو فقيرًا، عالمًا أم جاهلاً. يعيشون حياة متأرجحة بعيدة كليًا عن الكمال. جميعنا مررنا بمِحن تكادُ أن تكون متشابهة، ولكن وقعها على كُل فردًا منا كان مُختلف.
في السنة الأولى من عُمِرنا كنا نحاول مرارًا وتكراراً السير على أقدامنا متمسكين إما بطاولة، أو أريكة، نسقط ونحاول مرة أُخرى حتى تمكنا من السير دون الاستناد على شيء ما. كما مررنا جميعًا بوعكات صحية؛ بسبب التقلبات الموسمية، أو نتيجة عدوى التقطناها من أحد ما، لكن في النهاية لم يُكلفنا الأمر سوى عدة أيام طالت أم قصُرت، ولكن حتمًا انتهت.
أجبرتنا الحياة على الإحساس بمشاعر لم نكن نرغب بها، أحدنا تذوق مرارة فقد من يُحب، ولازال عالقًا في تلك اللحظة، والآخر فقد عمله لظروف خارجة عن إرادته، وفقد معه شعورهُ بالأمان؛ وحل مكانهُ الإحباط، وهناك من لم يتمكن من العثور على عمل حتى الآن، يشعر بالأمل تارة، ويباغته شعور اليأس بسبب الرفض تارة أخرى. وآخرون تختبرهم الحياة في صحتهم أو صحة أحبائهم، تصبح كل شؤون الحياة في نظرهم بسيطة؛ بإستثناء شفاءهم، هي الرغبة الأثمن والأكثر قيمة بالنسبة لهم. وفي النهاية كل فردًا منا خلفهُ قصة مر بها ولم يرويها.
القناعة في اللغة تعني: الرضا بما قسمه الله وعدم التطلع إلى مافي أيدي الآخرين.
وهي حالة من الرضا الداخلي التي تجعل الإنسان يشعر بالإكتفاء بما يملك
سواء كان قليلاً أو كثيرًا.
أما السعي: يعني الجد في العمل والجهد المبذول لتحقيق هدف معين أو غاية ما.
لم يزورنا الصباح قط دون إشراقة شمسه، ولم يزورنا ليلاً دون قمره.
جميعًا نستحق أن يكون لنا نصيبًا من تذوق شعورِ طمأنينة الوصول إلى أحلامنا، ولكن الأمر يتطلب منا محاولات وفرصٍ لا متناهية؛ لأن أنفسنا تستحق فرصة أخرى..
يقول غازي القصيبي
" تذكر دائمًا أن الخيارات لا متناهية، وأنك لست محدودًا بفرصةٍ واحدة أو بمستقبل معين، تذكر دائمًا أن في الحياة رحابة، وأن الآفاق واسعة وأن الدنيا أكبر من تتمسك بشيءٍ ظنًا منك أنه قد لا يتكرر"