The Truman Delusion
متلازمة عرض ترومان
بقدر ما تبدو هذه الحياة واقعية، إلا أننا جميعًا ممثلون، وكل فرد منا يلعب دورًا في مسرحية الحياة!
أخترت ترجمة هذه المقالة لما تحتويه من معلومات غريبة ومدهشة، ولأنني أعلم أيضًا أن هنالك من يعشقون عالم السينما ومشاهدة الأفلام ويستمتعون بها. لكن، هل تساءل أحدهم يومًا عن التأثيرات النفسية التي قد تخلفها تلك الأفلام في بعض الأحيان؟ هذا ما ستعرفونه عند قراءتكم لهذه المقالة، حيث ستكشف جانبًا خفيًا من تأثير السينما، وكيف أن أفلامًا مثل "عرض ترومان" قد تتجاوز حدود الشاشات لتتسلل إلى أعماق أذهان المشاهدين مغيرةً الطريقة التي
يرون بها عالمنا الواقعي...
قراءة ماتعة، وأخبروني بما يجول في أذهانكم في التعليقات!
تحتوي المقالة على حرق من العيار الثقيل لأحداث فيلم "عرض ترومان".
لمن يخشى أن يُحرق عليه الفيلم، أنصحه بمشاهدته أولًا ثم العودة لقراءة المقالة.
-كلمة المترجمة: أريام المطيري
عالمنا عبارة عن عتبة مسرح نعتليها
ومانحن سوى ممثلين في مسرحية تُدعى الحياةويليام شيكسبير، كما تشاء، المقطع الثاني، المشهد السابع
لأولئك الذين يشككون في نجاح عملي، تذكروا إنه يوجد مرضًا بأسم ترومان !
إندرو نيكول، كاتب فيلم عرض ترومان
قد تؤثر الأفلام علينا بطرق غير متوقعة، ومثال على هذه التأثير هو ماحدث بعد صدور فيلم عرض ترومان 1998 والذي تدور أحداثه حول شخصية تدعى بـ ترومان بربانك وهو بطل لعرض تلفزيوني واقعي يدور حول حياته وبغير دراية منه والذي قد بدأ بثه منذ لحظة ولادته ولا يزال هذا البرنامج يبث مع بداية مشاهدتنا للفيلم حينما يبلغ الثلاثين من عمره ويصل جمهور هذا البرنامج إلى الموسم الثلاثون !
وبالطبع، ترومان يجهل حقيقة إن هذا البرنامج يبث أربعة وعشرون ساعة
في اليوم في سبعة أيامًا في الأسبوع. وجميع سكان البلدة الصغيرة
حيث يعيش بطلنا ليسوا سوى ممثلين في برنامجه، حتى أفراد عائلته وأصدقاءه!
والبلدة التي يعيش فيها بالأصل عبارة عن إستيديو تصوير عملاق على شكل قبة مغلقة. ومخرج هذا البرنامج يتحكم بكل شيء من حول بطلنا من مؤثرات وإضاءة لتضفي واقعية لحياته كشروق الشمس أو غروبها وحتى تقلبات الطقس، جميع هذه المؤثرات مفتعلة من المخرج وهنالك مليار شخص من أكثر من مئتين دولة يشاهدون هذا البرنامج وينتظرون بدء البث يوميًا بفارغ الصبر.
في أول أسبوعين من أحداث الفيلم يبدأ ترومان بملاحظة غرابة مايدور حوله وأنه قد يكون ضحية خداع واسع النطاق وذلك لعدم مقدرته لمغادرة الجزيرة التي تقع عليها بلدته الصغيرة بسبب خوفه من المحيط نتيجة لصدمة نفسية تعرض لها في صغره عندما رأى والده يغرق أمام عينيه حينما خرجا على قارب للتنزه
وعندما يتخطى بطلنا هذه الصدمة ويزعم على أن يُبحر مجددًا يتعرض لعدد من المواقف المفتعلة من قبل المخرج كحريق في الغابة أو تسرب مفعل نووي مانعة إياه الوصول للجسر ولتقع حائل بينه وبين مغادرة الجزيرة ولكنه لم يتوقف عن المحاولة حتى وصل للميناء وقام بسرقة قارب ليبحر ويغادر الجزيرة مبتعدًا، فيتفاجئ بوصوله لنهاية العالم الصغير الذي هو حبيس فيه ويجد المخرج منه والذي هو على شكل باب غرفة كواليس، فيقرر حينها فتح الباب والخروج من هذه القبة وينتهي بذلك فيلم ترومان بخروجه من استيديو التصوير أي حياته بأكملها كممثل في عرض تلفزيوني لم يعلم بأمر تصويره قط!
وكعادة الأفلام ذات القصص غير المكررة، تعرض هذا الفيلم للنقد ووصف بأنه عمل هزلي يتهكم على المراقبة المنتشرة في حياتنا من قبل التلفزيون والإعلام، كذلك محنكي الأفلام وصفوه بأنه رمزية لمرحلة الخروج من المراهقة وصولًا إلى مرحلة النضج والبلوغ.
الطبيب النفسي جول جولد بدأ الملاحظة والبحث منذ عام 2002 وتوصل إلى إن عددًا من الحالات التي أشرف عليها كانت لأشخاص يملكون وساوس وشكوك حول حقيقة إن حياتهم قد تكون جزء من عرض واقعي أو إنهم مراقبين بكاميرات تصوير معظم الوقت، كما أن الطبيب جولد وشقيقة عالم الأعصاب والفيلسوف إيان جولد قد لاحظا إن ثلاثة من هذه الحالات المشخصة بالفصام
(إنفصام الشخصية) قد قاموا بذكر أوهام مشابهة لفيلم ترومان!