تراجيديا الجامعة


حصة العريعر

حين ينزلني السائق عند بوابة الجامعة، أتمتم لنفسي بأنه لا توجد طريقة للخروج من الجامعة سوى الدخول فيها،

نفس عميق ثم ابدأ العد التنازلي لخطواتي،


عشرة تسعة ثمانية . . .

اقترب من البوابة أكثر،


سبعة ستة خمسة . . .

ها أنا اتعدى حارس الأمن متوجهة إلى الداخل،


أربعة ثلاثة اثنان . . .

أقف في بداية صالة الانتظار . . .

واحد ... واحد!!

كل شيءٍ حولي يبدو عادياً، حارسة الأمن لا تزال في مكتبها عند البوابة والكل يسير بعجلة من أمره.. لا شيء غريب حتى الان،

لا شيء . . .

التفت يميناً ويسارًا منتظرةً القنبلة التي ستنفجر بعد الرقم واحد . . .

أكمل خطواتي حتى أصل إلى البوابة التي تليها، البوابة التي خلفها الحرم الجامعي، نفسٌ عميقٌ آخر، امشي بخطوات سريعة لأجاري الناس من حولي لكيلا ينتبه أحدٌ ما إلى الدخيل بينهم، وحالما اقترب من الكلية التي أدرس فيها،يبدأ إيقاع خطواتي بالتباطؤ، وأنظر إلى جميع الوجوه التي تحوم حول هذه الكلية.

ثم أدخل مع باب الكلية متجهةً نحو القاعة وانسلخ من ماهيتي واتحول إلى عدة أشياء، جدار تارة وطاولة تارة أخرى،


لا تخبر أحداً عزيزي القارئ أنني أحاول التخفي، لا تخبرهم حتى عن هذا النص ربما تكتشف المُحاضِرة أنني إنسان وتكلفني بالقيام بعرضٍ وأداء "برزنتيشن" أمام البقية، أكمل التخفي إلى أن يحين دوري بالقيام بالأداء ولا تحسبن ذلك شيئاً يُشبه الإذاعة المدرسية كلا!