الثقافة التنظيمية و

تجربة القرود الخمسة

أريام المطيري

أترجم لكم مقالًا بالغًا بالأهمية، والذي من شأنه أن يوضح لنا السبب وراء أحد السلوكيات الأكثر شيوعًا في مجتمعاتنا وطريقة سيرها.

 

يعود اختياري لترجمة المقال لِما أمتلكه من شغف في معرفة كل مايخص مجالي علم النفس التربوي وعلم الاجتماع، ولِما رأيت في دور هذه المقالة في توضيح بعض السلوكيات السائدة في مجتمعاتنا، وكما هو دوري في المقابل كمترجمة في نقل ونشر المعرفة وعدم احتكارها.

 

كُتب المقال بواسطة Intersol Group ونشر بتاريخ 6 مايو، عام 2020 وهو بعنوان *الثقافة التنظيمية وتجربة القرود الخمسة*


هذا رابط النص الأصلي: 

 

واترككم الآن مع النص، قراءة ماتعة.


أسمعت من قبل بقصة تجربة القرود الخمسة؟ قد تبدو مألوفة عندما تتمعن بمفهوم الثقافة التنظيمية، والتي قد بُسطت للقراء على النحو الآتي:

تجربة القرود الخمسة

هي تجربة وضع خمسة قردة فيها داخل قفص. وفي منتصف ذلك القفص قد عُلق بعض الموز أعلى سُلم، وفي كل مرة يحاول فيها أحد القردة تسلق ذلك السُلم، يتم رشه بالماء المثلج، حتى أصبح القردة مع كثرة محاولاتهم الفاشلة مدركين لخطر تسلق ذلك السُلم، فأخذ القردة المحبطين يمنعون من يحاول تجربة صعود ذلك السُلم لالتقاط الموز، بسحبه للأسفل وإبراحه ضربًا كي لا يكرر فعلته هذه ويصل إليهم رذاذ الماء المثلج مجددًا. حتى أصبح جميع القردة في القفص خائفين من تسلق السُلم.


لاحقا، استبدل العالم القائم على هذه التجربة أحد القردة في القفص بقرد آخر غير مدرك لما يدور داخل هذا القفص. وبالطبع، أول ماقام به هذا القرد الجديد هو محاولة الصعود على السلم وصولًا للموز، ولكن بقية القردة حاولوا منعه خشية من أن يتكرر رش الماء المثلج عليهم، وسرعان ما أُحبطت عزيمة ذلك القرد وتملكه الذعر من أن يحاول مجددًا التسلق، فأدرك أن صعود السُلم قد يؤدي إلى إبراحه ضربًا مجددًا، ولكن لم يعلم قط لماذا يتم ضربه في كل مره، فهو ليس لديه أي فكره عن أمر الماء المثلج لأنه لم ينجح في الصعود ولم يتعرض للرش من قبل، فهو بطبيعة الحال جديد على بيئة القفص. حينها أستوعب القرد أنها "عادة" يتبعها الجميع في هذا القفص ومن يخالفها يتعرض للعقوبة.

تابع العالِم استبدال القردة واحدًا تلو الآخر، على النحو السابق. حتى أصبح جميع القردة في القفص جدد ولم يبقى أي من السابقين في القفص.

والمفاجأة كانت! أن جميع القردة الجدد بالفعل قد اكتسبوا عادة ضرب من يحاول صعود السلم رغم حقيقة أنهم لا يعلمون ما الخطر الحقيقي في صعوده!

وفي نهاية هذه التجربة، توصل العالِم إلى أن الخمسة قردة في القفص قد تعلموا اتباع العادة السائدة في هذا القفص، ألا وهي: (لا تصعد السُلم) دون معرفة السبب الحقيقي وراء عدم محاولة صعوده، لأنهم لم يعلموا قط ما قد يحدث لهم عند صعوده (سيتم رشهم بالماء المثلج).


لو كان أحد القردة قادرًا على التحدث وقمنا بسؤاله:

لماذا لا تحاول صعود السلم؟

سيجيب بـ

أنا لا أعلم، لكن هذا ما يتجنب الجميع فعله هنا

سواء كانت قصة هذه التجربة حقيقية أم لا، فهي قد جسدت لنا مفهوم شائع في العديد من الثقافات التنظيمية: