في ارض الشوك قد ينبت الزهر
yyyyyyyyyyyyyy
اتذكّرك ~
كلّما اتّسعَتْ قناديلُ السهرْ..
كلّما ازدحمتْ عيونك.. بالمجازِرِ في الصورْ!
وكلّما بلّتْ ثيابَ الريحِ رائحة المطرْ!
اتذكّرك ~
كلّما شطّ الحديثُ عن السياقْ والسباق!
كلّما انهمرتْ دموعٌ في الشا... والعرا…!
وكلّما انجرحَ الظلامُ على نتوءات القمرْ..
فشمسٌ في سماءِ الله.. وشمسٌ في مُحيّاهُ..
نحنُ في الظَّاهر على افتراق، وفي الباطِن على تلاق، نحن نتَناجى بالضمَائر، ونتخاطبُ بالسّرائر، إذا حصل القُربُ بالإخلاص لم يضُر البعد بالأشخاص، أنا أُنَاجيك بخواطر قلبي، وإن كان قد غابَ شخصُك عني، إن أخطأتكَ يدي بالمُكاتبة، ناجاك سرِّي بالمُواصلة، رُب غائب بشخصه حاضرٌ بخلوصِ نفسه، إن تراخَى اللقاء، فإننا نتلَاقى على البعاد، ونتلافى نظرَ العين بالفُؤاد!
أَرَى طَيْفُك يَرتَسِمُ فِـي أَزقّة الشّوارع، وفِـي جَوانب الـحـَياة..
لِمَا يـُخيل لـي الوجوه التي أراها تعرفك، أو تمُدك بصِلة؟!
لِما أرى مُحيّاك في وجوه العابرين وتقاسيم السائرين؟! لِما أبحث عنك في كل مكان؟
لِما يُخيل لي أَنْ أَراك فِـي كلّ لَـحظة، عَلى سِبيل الصّدفة، أَو فِـي مِشْوَار عَابر؟!
لِما يخيل دائماً أَنّنِي أَعرفك وقَدْ سَبْق لتلك القَسَمات والسِّمات أَنْ مَرَّت عَلى بَالي وسَكَنَت جَوانِبَ حَيَاتِـي؟!
أُسَارِع لأِسَابِقَ الزَّمَن، لِصُنْع الصُّدف والحجج لرُؤْيَــتــك..
أَعْلَمُ أَنَّنِـي أُدَنْدِنُ عَلى الوَجَع، وأَعْزِفُ عَلى الشَّجَن، ولِكَن مَا حِيلةُ الفُؤَاد الذي لـَم يَعُد يَقْوَي عَلى البِعَاد..
كُنتُ مُتَردِّد أَبَيْنَ غَيَابَاتِ الجُبّ.. أو غيابتِ الحَرب..
أَبَيْنَ أَنْهَارِ المَاء.. أو أنهار الدماء..
لِكُلّ خُطْوَة ثَمن.. ولِكُل بقاء مِحَن..
أتسمع وقعَ الخُيول السرسرية وهِيَ تُبارزُ ساعات الزمن، وتخطفُها لحظات الحاضر!
الحياة طرقات شاقة لا يبلغ نهايتها إلا من كان مستعداً منذ البداية بأمرَين لأمْرَين:
ماء اليقين لصحراء الشك، ونور الإيمان لظُلُمات الكفر..
والحياة حلبة صراع لا يفوز فيها إلاّ ذو قوة؛ قوة في الفكر، وقوة في العقل، وقوة في الروح، وأخرى في الإرادة..
لقد ودَّع ٱلتَّرَف، وتَدّرب علىٰ ٱلقَشفْ..
لَم يَكُن يَعي ٱلكَوابِيس لِيَدرُس أَحلامَ جِيلِه ٱلسَّخِيفة، إنَّها لَحَياةٌ طَوِيلة..
هَكذا قَرّر وٱختَار، وفِي ٱلأبَديّة تَتجدَّد ٱلحَيَاة..
هَٰكذا عَلّمنِي، عَلًّمنِي حَتّىٰ مِقْدار ٱلمَاءِ ٱلَّذي سَكبتُه عَلىٰ كَفِّي قَائِلاً هَٰكَذا يَكْفي حَتّىٰ لا نَعطَش عِنْد ٱلحَوْض.. كَم مِن ٱلعَطشٓ بَعدَك يَا أَخِي '💔
• •
لَيلٌ ونِصفُ قَمرٍ يَأتِي عَلىٰ مِيعَاد.. يَمدُّ يَداً مِنْ نُّور، كَأنّه يَعلمُ بِــ دَمعِ ٱلأمسِ وَضَنىٰ ٱللّيالِي ٱلحَالِكَات '..
{ولَنصْبِرَنّ}🌿..
أَخبِر بِهَا قَلْبك.. فَـلْيُتابِع جِهَادهُ بِـ صَمتٍ وَقُوّةٍ '..
فمعظم الفُتوحات انفجرت من فوهة الصبر، ومِيقَات القَدر'..
نَسَماتُ ٱلّليلِ ٱلبَارِدة.. مَا هِي إلّا مُواسَاةٌ لِأروَاحِنَا ٱلمُتعَبة '..
"أُقَـضّـي نَهـاري بِـالحَـديـثِ وَبِالمُنى
ويجمعني والسُّهادُ بالليلِ جامعُ"
في النهارِ مَشْغَلةٌ عن ذاتِك، وأما الليلُ فأَوْبَةُ الأرْوَاحِ إلى مساكنِ "السؤالات"، وعودةُ النفسِ إلى السراديبِ المحفورةِ في الأعماقِ نفاذًا وبحثًا ونَقبًا، وتَثويرًا وتفتيشًا وثَقبًا..
وإذا كانَ الإنسانُ عالَمَ وَحدِه، ودنيا نفسِه، ففي لَيلِه ثُقوبُه السوداء، لا يُدرَى ما وراءَها ولا يَدرِي، ولا يُنقِذُه من غياهبِ ظُلُماتِها المجهولة -بعدَ لُطفِ فالقِ الإصباح- إلا انبلاجُ نورِ الصباح..
ويسألني.. وليلُ الشّوقِ جَمرٌ
وكيفَ أُجيبُ عَن حَرّ السّؤالِ!
أَمَا بَالَيتَ هُجْرَانِي وبُعْدِي؟!
أُبَالي؟! لا أُبَالي! بَلْ أُبَالِي..
أنَا المَذْبُوح مِنْ فَرطِ التَّنَائِي
وَحَالي! كَيفَ أُنْـبِـئُـهُ بِحَالي
.