العمل التطوعي.. مفهومه ودوافعه وأشكاله
خالد العضياني
قال تعالى: ﴿وَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَليمٌ﴾ [البقرة: 158]. وقال تعالى: ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَهُوَ خَيرٌ لَهُ﴾ [البقرة: 184]. وفي الحديث: "... واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه". رواه ابن حبّان في صحيحه (٥٤٣). ومن قوله صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ". رواه الطبراني في المعجم الكبير (١٣٦٤٦)وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢/ ٥٧٥-٥٧٦).
فالإنسان بطبعِهِ لا يستطيعُ العيش بمفردِهِ؛ بل يحتاجُ إلى أنْ يكونَ ضمن مُجتمعٍ، ومع مجموعةٍ من الأشخاص سواءً في منزلهِ، أو مكان دراستِهِ، أو عملهِ؛ لأنّ الخصائص الاجتماعيّة هي مِن سِمات الطّبيعة الإنسانيّة، فالفطرةُ السّليمة تدعوُ الإنسان دائماً إلى تقديمِ الخير وتنحية الشرّ بشكلٍ نهائيّ.
والأعمالُ التطوعيّة من أحد المصادر المُهمّة للخير؛ لأنّها تُساهمُ في عكسِ صورةٍ إيجابيّة عن المجتمع، وتوضحُ مدى ازدهاره، وانتشار الأخلاق الحميدة بين أفراده؛ لذلك يعدُّ العمل التطوعيّ ظاهرةً إيجابيّةً، ونشاطاً إنسانيّاً مُهمّاً، ومن أحد أهمّ المظاهر الاجتماعيّة السّليمة؛ فهو سّلوكٌ حضاريّ يُساهمُ في تعزيزِ قيم التّعاون، ونشر الرّفاه بين سُكّان المُجتمع الواحد.
مفهوم العمل التطوعي
العمل التطوعي بمفهومه العام هو تقديمُ المساعدةِ والعون والجهد مِن أجل العمل على تحقيقِ الخير في المُجتمعِ عُموماً ولأفراده خصوصاً، وأُطلقَ عليه مُسمّى عملٍ تطوعيّ لأنّ الإنسان يقومُ به طواعيةً دون إجبارٍ من الآخرين على فعله، فهو إرادةٌ داخليّة، وغَلَبةٌ لِسُلطة الخير على جانبِ الشرّ، ودليلٌ على ازدهارِ المُجتمع، فكلّما زاد عددُ العناصر الإيجابيّة والبنَاءة في مجتمعٍ ما، أدّى ذلك إلى تطوّره ونمّوه.
وقد عرفته منظمة الأمم المتحدة UNESCO بأنه تخصيص الوقت والجهد للقيام بأعمال تخدم المجتمع والبيئة أو الأفراد خارج نطاق الأسرة المباشرة.
أما عن المتطوع فهو الشخص الذي يمتلك مهارة أو خبرة معينة، والذي يبذل ذلك عن رغبته واختياره، بغرض أداء واجب اجتماعي، دون توقع أجر مالي مقابل ذلك.
من هو المتطوع؟!
أهمية التطوع للفرد والمجتمع
نشر ثقافة العمل التطوعي وتفعيله بين أفراد المجتمع ومؤسساته في جميع القطاعات وأطراف العمل التطوعي، وتحديد حقوقهم وواجباتهم.
تعزيز قيم الانتماء الوطني والعمل الإنساني والمسؤولية المجتمعية لدى أفراد المجتمع.
تنمية قدرات المتطوعين وتوجيهها نحو الأولويات الوطنية.
تطوير البيئة التنظيمية للعمل التطوعي بما يحقق التوسع في تفعيل التطوع لتحقيق الأهداف التنموية للمجتمع.
أشكال التطوع
يتاح للقطاعين الحكومي والخاص تفعيل العمل التطوعي عبر الأشكال التالية:
الاستفادة من جهود المتطوعين من منسوبي الجهة أو من خارجها بالإضافة إلى الفرق التطوعية في تنفيذ المبادرات المجتمعية التي تقدمها الجهة بشرط أن تكون الجهة هي الممول المباشر للمبادرة، وأن يكون العمل التطوعي المستهدف محققا لغرض أو أكثر من أغراض النفع العام، لتحقيق مصلحة عامة أو سد احتياج من الاحتياجات التنموية.
إشراك منسوبي الجهة من خلال ساعات العمل الرسمي في الفرص التطوعية الموفرة من مختلف الجهات المفعلة للعمل التطوعي وفق ضوابط تعتمدها الجهة لآليات السماح بمشاركة المنسوبين والتغطيات المقدمة لهم.
تقديم الدعم النقدي والعيني واللوجستي للجهود والفرص التطوعية الموفرة من قبل القطاع الحكومي والقطاع غير الربحي والفرق التطوعية وفق الضوابط النظامية المتبعة في المملكة العربية السعودية.